ربما لا يوجد ملف يتابعه الأردنيون أكثر من ملف التعليم، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى وجود أكثر من مليوني طالب وطالبة على مقاعد الدراسة، وزهاء 136 ألف معلم ومعلمة، وآلاف الإداريين العاملين ضمن منظومة التعليم، ما يجعل الملف على تماس مباشر مع جميع الأسر الأردنية تقريبا. بالنظر إلى هذه الحقيقة، يصبح أي تغيير أو تطوير في هذه المنظومة، مثار جدل بين قبول ورفض، خصوصا ما يتعلق بالمناهج الدراسية، وهي التي فتحت على الدوام نزاعات طويلة في الإعلام بين مؤيد ومعارض، مهما كانت مساحة التعديل أو التطوير. في كل مرة يتم فتح الباب فيها لعملية تطوير على المناهج، تبدأ حروب طويلة في الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ليس رفضا للعملية وإيرادا لآراء مختلفة أو وجهات نظر متباينة، فحسب، بل تتعدى نحو الاتهام والتخوين، وأن تلك التعديلات ما كانت لتتم لولا إملاءات خارجية. غالبا ما تتهم الجهات الرسمية بأنها لا تتحرك تلقاء نفسها ضمن ضوابط وطنية، بل هي خاضعة للإملاءات التي تريد تنفيذ أجندات تغريبية تستهدف الهوية أو الدين أو الثوابت والتقاليد والأخلاق. غير أن الجهات الرسمية تؤكد أن النظر في المناهج ومدى ملاءمتها للحياة المعاصرة، هو عملية مستمرة، وأن تطويرها ينبغي أن يرتكز إلى أسس عديدة، فهو فعل ليس مرتجلا، ولا يحتكم إلى المزاجية أو الآراء الشخصية. أولوية تلك الأسس هو التطور العلمي والمعرفي والتقني الحاصل في العالم اليوم، ومدى ملاءمة المناهج واستدخالها لمفاهيمه. ومع ذلك، وبالنظر لأهمية المنظومة التعليمية في حياة الأردني، لا بأس من طرح التساؤلات حول هذه العملية، أولا؛ هل لدينا مناهج مبنية ومؤسسة، أم أنها تشتمل على قصور ما، وما هي الأهداف التي تحدد عملية تطوير المناهج، وما هي أسس التطوير المطلوب، وإلى ماذا تخضع، وهل هل تراعي التغيرات والتطورات الحاصلة عالميا، خصوصا في مجال التقدم العلمي، وهل يتم رفدها بأنشطة ووسائل تعليم مناسبة؟كما لا بأس من طرح سؤال حول طبيعة الجهات المشتركة في عملية التطوير، وهل هناك تدخلات أو إملاءات من الخارج. أصدقاء منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، كونوا معنا في السادسة والنصف من مساء يوم الإثنين 1 آب (أغسطس) 2022، في محاضرة بعنوان " تطوير المناهج: الأسس والآليات"، يقدمها رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج معالي الدكتور عزمي محافظة، يقدمه ويدير الحوار مع الجمهور الكاتب والباحث الأردني الدكتور إبراهيم غرايبة. *الحضور وجاهي في منتدى عبد الحميد شومان - جبل عمّان. سيتم بث الفعالية عبر منصة زووم وصفحة المؤسسة على فيسبوك.